سقطت قرب ثكنة عسكرية بسبيطلة : هل تكون «الدرون» شاهدا على وجود عسكري أمريكي في تونس؟


من أين تحركت القوات الأمريكية في شهر أكتوبر الماضي للقبض على «أبو أنس الليبي» داخل العاصمة طرابلس؟ الإجابة عن هذا السؤال تحيل حتما على حقيقة الوجود الأمريكي بالقرب من الحدود التونسية.
قامت القوات الأمريكية ما بين شهري أكتوبر وديسمبر الماضيين بأكثر من عملية نوعية استهدفت قيادات دينية متطرفة في الصومال وليبيا. وإذا كانت القوات الأمريكية قد فشلت في القبض على زعيم حركة الشباب الصومالية فإنها نجحت في اعتقال الجهادي أبو أنس الليبي ولازالت الأخبار متضاربة بخصوص مشاركة الأمريكيين في القبض على التونسي «أبو عياض».
هذه العمليات الخاطفة والسريعة أعادت إلى السطح التساؤلات حول حقيقة وجود قاعدة عسكرية أمريكية في مكان ما من شمال افريقيا وان كانت السفارة الأمريكية بتونس أكدت أكثر من مرة أن القوات الأمريكية لم ولا تنوي إقامة قاعدة عسكرية لها بالمنطقة. لكن سقوط طائرة بلا طيار في نوفمبر الماضي بالقرب من ثكنة عسكرية تونسية بالوسط الغربي عاد ليثير القضية من جديد فالجيش التونسي لا يملك هذا النوع من الطائرات ولا يملك كذلك اللوجستيكا القادرة على اطلاقها والتحكم فيها لتحقيق مهامها وإصابة الأهداف المبرمجة لها وهو ما يرجح ان الطائرة المذكورة هي طائرة أمريكية وقد تكون أطلقت من مكان ما قريب من الحدود التونسية أو من داخلها. لماذا إذن تخفي الولايات المتحدة قواعدها العسكرية في افريقيا وفي الصحراء الكبرى تحديدا؟
الاجابة عن هذا السؤال تكمن ضمنيا في اجابة الجنرال دافيد رود ريقاز قائد القوات الأمريكية في افريقيا (AFRICOM) والذي صرح في نهاية شهر أكتوبر الماضي أن الوجود العسكري الأمريكي في افريقيا هو وجود نوعي وليس كميا بمعنى آخر فإن الولايات المتحدة الأمريكية تراهن على شبكة استخباراتية وليس على قوات عسكرية لحماية مصالحها في القارة السمراء وهو كلام لا يجانب الحقيقة، فالأفريكوم ليست شبكة استخباراتية بل قوة عسكرية لها مركز قيادة ومقره شتوتغارت بألمانيا منذ سنة 2007 وترصد لها وزارة الدفاع الأمريكية ميزانية كل سنة تقدر بـ270 مليون دينار. وميدانيا تتحكم الأفريكوم على قواعد عسكرية صغيرة في كل من خليج غينيا وليبيريا وكينيا بالاضافة إلى اتفاقيات تعاون عسكري مع المغرب والسينيغال وموريتانيا وجزر القمور وأثيوبيا والكونغو وجنوب السودان.
يذكر ان الولايات المتحدة واسرائيل يعملان على تدعيم القاعدة الأمريكية بجيبوتي خارج منظومة الأفريكوم وتعتبر هذه القاعدة من أهم القواعد الأمريكية في افريقيا إذ تستقبل من حين إلى آخر البحرية الأمريكية وهي في طريقها للقيام بعملياتها العسكرية في منطقتي الخليج العربي وآسيا.
أما في منطقة شمال افريقيا فإن القوات الأمريكية كانت تتحرك في السابق للقيام بعملياتها بالمنطقة انطلاقا من قواعدها بإيطاليا. لكن وبعد ما سمي بالربيع العربي فإن أكثر من اتفاقية عسكرية تم امضاؤها تباعا بين الولايات المتحدة الأمريكية وتونس وليبيا ومصر واليمن وهي اتفاقيات يعتقد أكثر من خبير عسكري أنها بمثابة التمهيد لإقامة قواعد عسكرية أمريكية بأتم معنى الكلمة من مهامها حماية المصالح الأمريكية وحماية منابع النفط وقطع الطريق أمام الصين الشعبية للتوسع أكثر في افريقيا والمحيط الهادي.
المصدر : الشروق

ليست هناك تعليقات